محمد حامد (دبي)

يسير الثعلب الإيطالي ألبرتو زاكيروني في طريقه نحو تحقيق أفضل إنجاز كروي في تاريخ المدربين المشاهير في «القارة الصفراء»، فقد نجح في قيادة اليابان للفوز بكأس آسيا 2011، والمفارقة أنه تفوق على أستراليا في المباراة النهائية، وعاد زاكيروني ليؤكد أنه «كابوس السوكيروس» الأسترالي من جديد، بقيادته لمنتخبنا للفوز على أستراليا بهدف في ربع نهائي النسخة الحالية «الإمارات 2019»، ليكون زاكيروني بذلك قد نجح في حرمان أستراليا من لقب 2011، ومن السير في طريق الدفاع عن لقبها في 2019.
وكان الأستراليون قد طالبوا قبل مباراتهم أمام «الأبيض» بالثأر من زاكيروني الذي عرقل حلمهم في الحصول على اللقب القاري الأول، وتم تأجيل هذا الحلم إلى نسخة 2015 التي أقيمت في أستراليا، إلا أن «السوكيروس» الأسترالي فشل في رد الدين والثأر من «الثعلب» الإيطالي، الذي قاد «الأبيض» لإسقاطهم، والإطاحة بهم من ربع نهائي البطولة الحالية.
ويسير زاكيروني في الطريق نحو تحقيق إنجاز لم يسبق له مثيل، مقارنة مع بقية الأسماء التدريبية الكبيرة التي شدت الرحال من أوروبا صوب القارة الصفراء، وعلى رأسهم المخضرم مارشيللو ليبي المتوج مع إيطاليا بلقب مونديال 2006، والذي لم يتمكن من الذهاب بالمنتخب الصيني إلى ما هو أبعد من ربع النهائي، ليقرر الرحيل عقب هذا الإخفاق.
كما خاض السويدي زفين جوران إريكسون تجربة قاسية مع المنتخب الفلبيني، وودع البطولة من الدور الأول، ليقرر هو الآخر الرحيل في صمت، تطبيقاً لما تعهد به قبل البطولة، حيث كان يتولى المهمة على أمل تحقيق نتائج إيجابية تضع الفلبين على الخريطة الآسيوية، ولكنه لم ينجح في ذلك.
وفي المقابل يواصل زاكيروني مسيرته التدريبية الناجحة في «القارة الصفراء»، واللافت في الأمر أنه يتمسك بأعلى درجات الواقعية، والتي تقوده في نهاية المطاف إلى تحقيق النتائج الإيجابية، فهو من أصحاب المدرسية التدريبية التي تعمل على استغلال قدرات اللاعبين بأفضل طريقة ممكنة دون أن يحاول العبث أو التدخل في الموروثات الكروية للاعبين، أي أنه يتعامل بواقعية كبيرة مع قدرات اللاعبين لتحقيق أفضل النتائج.
زاكيروني أمضى 35 عاماً في عالم التدريب، وجلس على مقعد الإدارة الفنية لأكبر أندية إيطاليا الميلان والإنتر واليوفي وغيرها من الأندية الكبيرة، وحصل على لقب الدوري الإيطالي، وتم تتويجه رسمياً بلقب أفضل مدرب في إيطاليا عام 1999، ومن المعروف أن إيطاليا وطن التكتيك، ومملكة العقول الكروية، مما يعني أن ألبرتو زاكيروني وبجميع المقاييس تجاوز مرحلة التقييم من زاوية بعينها تتعلق بقيمته، وهل هو مدرب كبير أم لا، وهو الآن يواصل مسيرة التوهج في مشواره التدريبي خارج القارة العجوز، سواء بتجربته اليابانية، أو في الوقت الراهن مع «الأبيض» الذي نجح في بلوغ الدور قبل النهائي للبطولة القارية، ويملك الطموح للوصول إلى النهائي والتتويج باللقب الكبير.